اليوم صار صعب نتخيل حياتنا من غير فيسبوك، إنستغرام، تيك توك أو سناب شات. البنات بالذات، أغلب وقتهم مرتبط بالسوشال ميديا: متابعة ترندات، تصوير ستوريز، أو حتى مجرد تصفح بلا هدف. لكن السؤال: شو بصير لو قررت مجموعة بنات يبتعدوا عن السوشال ميديا أسبوع كامل؟ هل حياتهم رح تصير مملة، أو رح يكتشفوا أشياء جديدة عن أنفسهم؟ خلونا نحكي القصة بالتفصيل يوم بيوم.
اليوم الأول: صدمة الانفصال
أول يوم كان الأصعب على البنات. أغلبهم حسوا بفراغ غريب من أول الصبح. عادةً أول إشي يعملوه بعد ما يفتحوا عيونهم هو يمسكوا الموبايل ويشيكوا الإشعارات. لكن بهاليوم، ما في إشعارات، ما في ستوريز جديدة، ولا حتى رسائل واتساب من مجموعات الأصدقاء.
واحدة من البنات وصفت شعورها وقالت: "حسيت إني مقطوعة عن العالم. كأني عايشة في جزيرة لوحدي." بينما الثانية قالت إنها مسكت الموبايل يمكن أكثر من عشر مرات في أول ساعتين بس، مع إنها عارفة ما رح تلاقي إشي.
الملل كان سيّد الموقف. الوقت مر بطيء جدًا، وكأنه اليوم أطول من 24 ساعة. بعض البنات حاولوا يملؤوا وقتهم بالقراءة أو ترتيب غرفهم، لكن التركيز كان ضعيف لأن عقلهم يضل يفكر: "شو اللي قاعد يصير على إنستغرام هسا؟ مين نزل صورة جديدة؟"
اليوم الأول كان بمثابة صدمة حقيقية، لأنه بيّن قدّيش السوشال ميديا مش مجرد تسلية، بل جزء من روتين يومي عميق متغلغل في حياتهم.
اليوم الثاني والثالث: اكتشاف الوقت الضائع
مع مرور الوقت، البنات بلشوا ينتبهوا لشغلة ما كانوا شايفينها: عندهم ساعات فراغ ما كانوا يحسوا فيها من قبل. واحدة من المشاركات كتبت في دفترها: "أنا اكتشفت إني كنت أضيع ما يقارب أربع ساعات يوميًا بس على التصفح العشوائي."
هاي الساعات "الضائعة" فجأة صارت متاحة. بعض البنات قررن يستغلوها بطرق مختلفة: في بنات رجعن يكتبوا يومياتهم، في غيرهم جربوا الطبخ، وحتى في اللي بدؤوا يتمرنوا بشكل منتظم.
المثير للاهتمام إن العلاقات العائلية صارت تاخد وقت أكبر. بنت حكَت: "كنت أقعد مع أهلي، ونحكي ونمزح، وأنا مش مشغولة بالموبايل. حسيت لأول مرة من زمان إننا قريبين من بعض."
التغيير كان واضح: لما تشيلي السوشال ميديا من يومك، فجأة بتكتشفي وقت إضافي. وقت ممكن تستثمريه في نفسك، في هواياتك، أو في علاقاتك الحقيقية.
اليوم الرابع والخامس: أعراض الانسحاب
هون دخلت التجربة في مرحلة أصعب. بعض البنات حسوا بتوتر وقلق. وحدة قالت: "كنت مشدودة ومتوترة طول الوقت. كأني محتاجة جرعة يومية من التصفح وما في."، وهذا بيشبه أعراض الانسحاب اللي بتيجي مع الإدمان.
في المقابل، في بنات حسوا براحة كبيرة. كانوا يقولوا: "حاسين إن دماغنا أخف، ما في ضغط من المقارنات اليومية أو متابعة أخبار التريندات."
الغريب إن بعض البنات صار عندهم أحلام غريبة أو نوم مضطرب. السبب؟ العقل لسه مش متعود على غياب المشتتات. لكن مع نهاية اليوم الخامس، أغلبهم بلشوا يحسوا بتوازن أكبر، وكأنهم رجعوا يسيطروا على وقتهم ومشاعرهم.
هاي المرحلة كانت نقطة فارقة: يا إما البنات ينسحبوا من التجربة ويستسلموا، أو يكملوا ويكتشفوا العالم الحقيقي من جديد.
اليوم السادس: علاقات حقيقية
لأول مرة، البنات صاروا يقضوا وقت أطول مع أصحابهم وجهًا لوجه. واحدة حكَت: "طلعت مع صحابتي، وحكينا وضحكنا طول اليوم. الغريب إني ما حسيت بحاجة أو رغبة أصور وأنزل ستوري، كنت عايشة اللحظة فعليًا."
التجربة خلتهم ينتبهوا قدّيش السوشال ميديا سرقت من تواصلهم الحقيقي. بدل ما المكالمات تكون "سناب فيديو" أو "مسج سريع"، صارت محادثات طويلة وصادقة. كمان صار عندهم فرصة يرجعوا يقرّبوا من العائلة. وحدة قالت: "كنت أشارك أمي الطبخ وأحكي معها، شيء من زمان ما عملته."
اليوم السادس كشف للبنات إنه العلاقات الواقعية إلها طعم مختلف عن العلاقات الرقمية. الإيموجي ممكن يعبر، لكن ابتسامة شخص قدامك بتترك أثر أعمق بكثير.
اليوم السابع: اكتشاف الذات
آخر يوم كان مليان مفاجآت. البنات كتبوا تجاربهم بشكل ملخص. أغلبهم اتفقوا إنهم اكتشفوا أشياء جديدة عن نفسهم. وحدة كتبت: "أنا صرت أحب القراءة أكتر، وما كنت أعرف هذا الشي عن نفسي." بينما الثانية قالت إنها صارت أكثر هدوءًا وتركيزًا، وأخرى اكتشفت إنها عندها شغف بالكتابة.
الأهم إنهم أدركوا إن السوشال ميديا مش دايمًا أداة ترفيه بريئة، بل أحيانًا عبء ثقيل. المقارنات، ضغط الصور المثالية، متابعة حياة الآخرين باستمرار… كلها بتخلي البنت تحس إنها أقل أو ناقصة.
التجربة خلتهم يحسوا إنهم مش محتاجين يكونوا أونلاين طول الوقت عشان يعيشوا حياتهم. بالعكس، الابتعاد عن السوشال ميديا أعطاهم راحة نفسية وحرية جديدة.
الخلاصة
تجربة أسبوع بدون سوشال ميديا كانت صعبة، لكن علمت البنات دروس مهمة. من صدمة الانفصال في اليوم الأول، لاكتشاف الوقت الضائع، ثم أعراض الانسحاب، وصولًا لعلاقات أعمق مع الأهل والأصدقاء، وانتهاءً باكتشاف الذات.
النتيجة النهائية؟ البنات حسوا إن حياتهم صارت أهدأ وأكثر تركيزًا. يمكن السوشال ميديا بتعطينا متعة لحظية، لكنها بتسلب وقتنا ومشاعرنا. التجربة بتثبت إن كل بنت محتاجة تعمل "ديتوكس رقمي" ولو لأيام قليلة، عشان تلاقي توازن جديد في حياتها.
تجربة أسبوع بدون سوشال ميديا
-
إدمان البنات على السوشال ميديا
-
البنات وحياة بدون إنترنت
-
ديتوكس رقمي للبنات
-
تأثير السوشال ميديا على النفسية